اضطرابات الجهاز التنفسي

Unknown

عضو متألق
اضطرابات الجهاز التنفسي:
التنفس الطبيعي:
يعيش الجنين في بطن أمه مزودا بالأوكسجين عن طريق الحبل السُري،وتبدأ عملية التنفس منذ الولادة حيث يدخل أول أوكسجين نقي إلى صدر الوليد فيصرخ صرخة الميلاد،وتتمثل عملية التنفس في الشهيق والزفير،أما عملية الشهيق فهي دخول الأوكسجين من الخارج إلى الرئتين،والزفير هو خروج ثاني أكسيد الكربون من الرئتين إلى الخارج.
الربو الشُعبي:
هو مرض تنفسي يمس الشُّعب الهوائية الموجودة على مستوى الرئتين،وهي عبارة عن قنوات دقيقة جدا تسمح بمرور الأوكسجين لتزويد الجسم بالطاقة اللازمة،ويعتبر هذا المرض من أمراض الحساسية التنفسية،حيث يصبح الجهاز التنفسي قابلا للحساسية حيث تستثار مادة الهستامين الموجودة في الجسم وهي مادة منشطة للحساسية،ويسبب ذلك انسداد الأنابيب الشُّعبية الصغيرة أو نقص في قطر الشُّعب الهوائية التي يمر منها الهواء إلى الرئتين،وتُصبح الرئتان منتفختان مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس.
1-أعراض مرض الربو:
أ-الأعراض السابقة للنوبة:
-التهاب الأغشية المخاطية الأنفية.
-العطس والانسداد الأنفي.
-سيلان لاإرادي للدموع أثناء النوم.
-ضيق شديد ووخز في الصدر مع شعور بالاختناق.
ب-أعراض النوبة:
-انسداد أو تقلص عضلات الشُّعب الهوائية مسببة عسر في التنفس يُترجم بصفير شديد أثناء عملية التنفس.
-خرخرة صدرية يسمعها الطبيب ببساطة بواسطة السماعة العادية.
-توسع في القفص الصدري أثناء الشهيق بسبب الضيق الشُعبي والحاجة إلى الأوكسجين النقي.
-سعال مع بصق كمية من البلغم.
3-مراحل النوبة الربوية:
المرحلة الأولى:
يبدأ الفرد بالإحساس بالضيق أثناء التنفس حيث يكون شهيقه قصير وزفيره طويل، ووجود صفير أثناء عملية التنفس.
المرحلة الثانية:
بعد المرحلة الأولى تبدأ الالتهابات على مستوى القناة التنفسية وإفراز مفرط للبلغم مع سعال جاف، ويكون البلغم الذي يخرج بصعوبة ذو لون أبيض لزج أو رمادي.
المرحلة الثالثة:
مرحلة النوبات الربوية وهي تلك المرحلة التي يصبح فيها التنفس دائم الصعوبة مع تتالي الاختناقات،وتظهر أعراض الربو الخطيرة:تحول الجسم إلى اللون الأزرق،تعرق شديد في الجسم،زيادة نبضات القلب،تضخم عضلات الرقبة....

4-أشكال الربو:
أ-ربو فرط الحساسية:
يظهر نتيجة التعفنات،والتلوث،والغبار،والروائح المختلفة التي يستنشقها الفرد في محيطه كغبار المصانع وروائح الأزهار والأدوية وغيرها،كما أن البكتيريا التي تصيب الأطفال تساهم في المساعدة على الإصابة بالربو في سن الرشد،وفي حالات عديدة توصل الأطباء إلى أن الربو ينتقل عن طريق العدوى،كذلك تناول بعض أنواع الأكل تلك التي تحتوي على البروتينات كالسمك والبيض والحليب....
2-الربو الجهدي:
الإجهاد العضلي الشديد بإمكانه زيادة عدد النوبات الربوية خاصة إذا كان هناك عوامل مساعدة كالهواء الجاف أو الرطب.
3-الربو الانفعالي:
وهو نوع من أنواع الربو التي تحدث نتيجة التعرض للانفعالات ،حيث تساهم الانفعالات في زيادة ضربات القلب والتي بدورها تؤدي إلى ضيق التنفس وإلى ضيق الشعب الهوائية الرئوية مما يسبب الربو.
5-أسباب الإصابة بالربو:
1-الوراثة:
توصلت الدراسات الطبية إلى أن الجين الوراثي المرضي الحامل لمرض الربو ينتقل من الآباء إلى الأبناء الذكور خاصة،وأثبتت الدراسات أيضا أن ما يورث في الربو ليس الربو في حد ذاته بل تورث الحساسية،والربو الذي يأتي عن طريق الوراثة هو ربو يظهر قبل سن العشرين.
2-البيئة:
تلعب البيئة أو المحيط الذي يعيش فيه الإنسان دور مهم في الإصابة بمرض الربو، وهذا المحيط يبدأ في رحم الأم عندما يكون الفرد جنينا، وما تتعرض له الأم من متغيرات كالتغذية والمرض والإدمان والانفعالات ......
كذلك للولادة دور في الإصابة بمرض الربو كالولادة العسيرة أو قبل الأوان والتي تجعل الطفل قليل المناعة مهيأ للإصابة بالسعال الذي يتطور إلى ربو،كما أن الحياة في وسط مليء بالتعفنات وانتشار الملوثات الجوية،كذلك الظروف المعيشية السيئة أين يعيش عدد كبير من أفراد الأسرة في حجرة واحدة أين يتنفسون هواء واحد مليء بثاني أكسيد الكربون،كذلك العيش في المناطق الرطبة كتلك التي يوجد فيها بحر،أيضا الشقق العالية جدا أو الأقبية التي لا يصلها نور الشمس،كما أن وجود نباتات داخل حجرات النوم بالليل تؤثر سلبا على التنفس عند الأفراد.
3-العوامل النفسية:
يرى علماء النفس أن مرض الربو يحدث نتيجة الانفعالات التي تتجمع مؤثرة في تنفس الفرد،حيث أن كل فرد بمجرد تعرضه لمجموعة من الصدمات تزداد نبضات القلب وتؤثر على عملية التنفس التي تصبح صعبة وتدريجيا تصبح هناك نوبات ربو.
6-الربو عند الطفل:
الربو من الأمراض السيكوسوماتية التي تصيب الأطفال كما تصيب الراشدين،حيث يرى البعض أن الربو لدى الراشد هو امتداد للربو لدى الطفل،أي أن تعرض الطفل لمرض الربو أو أي نوع من الأمراض التنفسية أو الحساسية تجعل الفرد مزودا بالقابلية للإصابة بالمرض،ولكن هناك فروق جذرية بين الإصابة بالربو عند الطفل وعند الراشد نلخصها فيمايلي:
الربو عند الراشد الربو عند الطفل
1-الربو نتيجة العلاقة الزوجية وكذلك نتيجة اضطراب العلاقة بين الوالدين. 1-يأتي أثره نتيجة العلاقة الأولية بين الام والطفل،حيث يحدث عند اضطراب هذه العلاقة.
2-تندر الأسباب الجنسية في الإصابة بالمرض. 2-لديه علاقة بمراحل النمو النفسية والمناطق الشبقية في كل مرحلة.
3-يطل المرض طيلة حياة الإنسان. 3-يختفي المرض بعد وصول الطفل لسن الطفولة المتأخرة.
4-يظهر عند الراشد في سن الأربعين. 4-يظهر بعد سن 6أشهرإلى غاية السنة الثالثة.
5-يظهر نتيجة تغيرات بيئية أو نفسية يتعرض لها الفرد في حياته اليومية. 5-يظهر كرد فعل على تغيرات اجتماعية كولادة طفل جديد.
6-النوبة قصيرة لكنها تستمر عدة أيام. 6-النوبة الربوية تستمر بضع دقائق وتزول.
7-يحدث نتيجة الصدمات النفسية التي يتعرض لها الفرد. 7-يحدث نتيجة العلاقة بين الوالدين والطفل.
8-الشخصية مكتملة ولكنها ضعيفة ولها قبلية الإصابة بالأمراض. 8-الشخصية غير مكتملة وهي نتيجة الخوف من الانفصال عن موضوع الحب.
8-تفسير بعض المدارس لمرض الربو:
أ-المدرسة التحليلية:
لخص"كان"تطور النظريات فيما يخص الربو عبر التاريخ والتي أثّرت في توجيه البحوث فيما بعد:
انطلاقا من عام 1860أكد"سالتر"الجانب النشيط للانفعالات في الأزمة الربوية،وفي عام 1889اتى"فلاور"بفكرة الربو الهستيري،أما فرويد فيرى أن الربو يولد مع المراحل الطفولية الأولى ويلتحق باللاشعور في انتظار إعادة التنشيط الذي يكون في الأعراض الأولى،وفي عام 1922أكد"ويس"أن أصل مرض الربو يكمن في الخوف من الانفصال عن الأم.
وفي عام 1923تحدث"ماركس"عن الربو ذو السببية النفسية والذي شرحه على أساس انه اضطراب عضوي منبه لمراكز إنتاج التشنج والتي تلتصق بها منبهات نفسية مثيرة للتناذر.
وفي عام 1930 تحدث"لوفي"عن الرفض الامومي عند الطفل المصاب بالربو،وهو شعور تحول عن طريق تكوين انعكاس يقوده وهذا ما أسماه"حماية امومية مفرطة".
تزداد النوبات الربوية بوضوح عند المصاب بالربو في حالات الضغط والصراع والانفعال أمام ظروف سيئة،ويشير"دوشي"إلى الطبع القلق للمصاب بالربو والتبعية المفرطة للأم،ويظهر القلق نتيجة عدم قدرة الطفل على تفريغ عدوانه اتجاه الأم عن طريق البكاء والصراخ فيعبر عنه عن طريق النوبة التنفسية.
ولاحظ الباحثون أن الإيحاء له تأثير قوي في تحضير النوبة الربوية ،وفسّر علماء التحليل النفسي نوبة الربو بأنها مكافئ لحالة القلق،وهي تشيه صرخة الوليد الموجهة للأم طلبا للاستنجاد،إذ يحاول المريض التعبير عن ذلك بواسطة التنفس وبهدف تحقيق الحماية الدائمة له وخوفا من الانفصال عن الأم،فالخوف بديل الصراخ وهو عبارة عن صرخة مكتومة.
كما أنهم يرون أن صرخة الربو تعبر عن الحنين إلى العودة إلى جسم الأم حيث الأمن والعطف وعدم تحمل المسؤولية.
-نظرية بيار مارتي:
يرى بيار مارتي أن مرض الربو يأتي نتيجة غياب التعقيل،حيث درس مارتي الإنسان ككلية وفي علاقته مع البيئة،حيث حاول إعادة الإنسان من خلال الموت والحياة والتي أعطى لها معنى عن طريق السيرورات المنشطة لها،تسلل الوظائف،اللاشعورية والشعورية للإنسان،وقدراته التنظيمية ومعالجة المعطيات المدركة تسجل في حركة تطورية أين تتواجد نزوات الحياة ونزوات الموت لإعطاء الحياة،هذه المقاومة الأبدية تتسبب في حالات عميقة أو جزئية من الشدة أو الضيق والتي تحاول غريزة الحياة الدفاع عنها،والأكثر هشاشة منها يزول نتيجة عدم قدرة مقاومته لضغوط غريزة الموت وهكذا نظام الطبيعة يبقى قائم.
ب-المدرسة السيكودينامية:
يرى الكسندر فرانز أنه ليس غريبا أن يرتبط مرضى الربو بأمهاتهم،وكثيرا ما تُشجع الأم هذا الاعتماد عن طريق رعاية الطفل رعاية مفرطة حتى يشعر الطفل(أو الراشد)أن لا قيمة له إلا إذا كان مريضا،حيث أن الأم لا تصد الطفل ولا تُغضبه آو تقسو عليه إلا إذا كان معافى.
وعن طريق مرض الربو يظهر الفرد مدى اعتماده على أمه،وقد قام الكسندر فرانز وفرنش أن مرض الربو ناتج عن العلاقة بين الوالدين والطفل وأسلوب التربية الخاطئ،وتوصلوا إلى الاستنتاجات التالية:
1-معظم مرضى الربو عاشوا محرومين من الحب والعطف الأبوي وغالبا ما افتقدوا أمهاتهم منذ الطفولة بوفاة أو طلاق.
2-معظم مرضى أمهات الربو كنّ شديدات القسوة ويبدين العداء للطفل، والغضب والحرمان، والنبذ والقلق والتسلط، وقد تعكس الأم من خلال قسوتها على ابنها ظروفها ومشاكلها القديمة.
3-إن آباء مرضى الربو من النمط الخانع المستسلم لسطوة الأم واستبدادها، أو يلعبون دور الزوج الفاشل ولا يُظهرون مشاعر العطف على طفلهم المريض إلا بعد وقوعه بالمرض.
4-يتصف مرضى الربو بالغيرة الشديدة وردود الفعل العنيفة والعدوانية.
 
أعلى