الأمومة في حياة النبي صلى الله عليه و سلم

بسم الله الرحمن الرحيم
الأمومة في حياة النبي صلى الله عليه و سلم سيدي عقبة 22/09/2013
كان محمد صلى الله عليه وسلم يقدس الأمومة في حياته و لقد انعكس حبه لامه العامر على كل أم في هذا الوجود.
كان يتألق في تكريمه الموصول لمرضعته ثويبة و كذلك أم ايمن وحليمة السعدية , و كان حين تجيش في صدره الذكرى يجمجم :** لو أدركت والدي أو احدهما و أنا في صلاة العشاء و قد قرأت الفاتحة .. تنادي يا محمد .. لأجبتها : لبيك..**كما جاءه رجل يسال من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله فقال : *أمك .قال ثم من؟ قال : * أمك* قال ثم من ؟ قال:* أمك** قال ثم من؟ قال :* أمك * قال ثم من؟ قال : *أبوك *
و يحذر الرسول من تعريض الأمومة للون من ألوان الهوان .. أو المهاترة أو السباب فيقول : إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه ** قيل و هل يلعن الرجل والديه يا رسول الله ؟ قال :** نعم , يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه و يسب أمه ** و لنا في قصة الرجل الذي جاء يقول يا رسول الله إن لي أما عجوزا أحملها على عاتقي كل يوم و أطوف بها حول الكعبة . أفأكون بذلك قد وفيتها حقها ؟ فيقول النبي له :** لا .. ولا بزفرة واحدة **.خير دليل . و ذلك الذي يستأذنه في الجهاد فيقول له رسول الله : **أحية أمك ؟ قال الرجل :نعم .. فيقول له : أذهب و جاهد في برها ** جزاك الله عنا الله كل خير يا رسول الله.
و هكذا نجد أن الأمومة قد استوعبت في حديث النبي كل هذه الأبعاد المترامية مما يؤكد لنا أن لها في أعماقه و تعاليمه جميعا مكانا يشبه الواحة الخضراء ... و من هنا يسلمنا النبي مفاتيح البر بهذه الأمومة البرة حتى لا نستحيل في حياتنا الصاخبة إلى قطيع ذاهل منكود لا تربطه إلى أعماق حياته الواثبة وشيجة من عاطفة و لا سبب من أسباب النبوة البيضاء.. و لكن إذا كانت هذه مضامين الهتافات العالية الجريئة التي أطلقها محمد رسول الله في طريقه إلى دعم مكانة الأمومة وتكريم دورها الخطير .... فما هي رسالة الأمومة في الحياة ؟ ذلك ما سنحاول التطرق إليه في الأيام القادمة إن شاء الله.
نورالدين عبد الكريم عن مجلة البحوث الاسلامية بتصرف
 
أعلى