ما هي رسالة الأمومة في الإسلام ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على نبي الرحمة محمد بن عبد الله
سيدي عقبة في 07/10/2013
ما هي رسالة الأمومة في الإسلام ؟
هل هي مجرد وعاء لحمي يستوعب بذور الخلق ليقذفها بعد آماد محدودة إلى عالم الوجود؟ أم هي مخلوق عاجز مشلول استقر كل هذا الحنان الصيب من قلب الرسول فجاش حبا نابضا في كلماته؟ أم تراها مصدر إشعاع روحي خطير إلى جوار كونها مصدر إشعاع وجودي أصيل؟
الذي اعرفه أن الأمومة لو كانت مجرد وعاء لحمي , أو مجرد قوة مشلولة تستأهل العطف .. لكانت في موازين الحياة اخف وزنا مما هي عليه الآن .. فما أكثر ما نشاهد من حشرات أو دواب أهلتها طبيعتها المؤنثة كي تصير أما تهب الوجود خلقا جديدا.
لكن الأمومة قد تبوأت هذه القمة لان لها دورا .. إنها صاحبة دور من اخطر ادوار البناء و التوجيه في حياة المجتمع.. فعلى قدر ما تبذل و تبني و تسدد ... نجل فيها هذا المصدر وسبب الوجود.
ألست معي أن أما كأسماء بنت أبي بكر الصديق تعدل ملايين الأمهات ممن يقبعن داخل جدران بيوتهن يغزلن في قطن خائر رخو .. أو يجدفن في أمواج متلاطمة من دماء الأعراض و الحرمات ؟إن هذه أم و تلك أم .. بحتمية التقائها في إطار الإنجاب.. و لكن ما أوسع البون بينهما في مجالات الموازنة أو المقارنة,إن أسماء بنت أبي بكر .. أم عرفت دورها في الحياة فدفعت بابنها الباسل عبد الله بن الزبير إلى خشبة الصلب, عير عابئة بثكل يقترب أو خطب يدمدم أو إعسار أسى ينوح .
و من نقطة انطلاقنا , نستطيع أن نلمح في إضاءة كاشفة نظرة الإسلام إلى الأمومة , انه يكرم في الأمومة قلبها النابض بالحب .. و عقلها الخافق بالمعرفة .. و جسدها المتأبي على نداءات الحضيض.. و يكرم فيها الأم .. المدرسة .. و الكيان المستعلي في كبراء ذاتي نبيل.
و حين تتحقق للأمومة هذه الأقاليم .. أعني قلبها النابض و عقلها الخافق و جسدها الكبريائي ,فأنها لا محالة مؤدية دورها على أكمل وجه و أبدع الأنساق.
هل تستطيع الأمومة أن تؤدي هذا الدور أو تنهض بهذه الأعباء ما لم يكن لها من دينها و بيئتها و مجتمعها و أنماط السلوك في عالمها حافز و موجه و منير ؟
ذلك ما سنتعرف عليه في المستقبل إن شاء الله .

نورالدين عبد الكريم عن مجلة البحوث الإسلامية بتصرف
 
أعلى